من المستحيل إدراك سر الصليب خارجاً عن سر حب الله للأنسان المجروح بالخطيئة والتألق أبداً الى السعاده والسلام . فالصليب يدعونا لنتذكر أنه هكذا حب الله العالم . حتى إنه جاد بابنه الوحيد . لكي لا يهلك أي مؤمن به بل تكون له حياة أبدية (يو 3 :16 ) ويذكرنا الصليب أن الحب أقوى من الشر والألم والموت الذين يهدودن الإنسان ويعرقلون مسيرته أصبح الصليب بالنسبة للمسيحي العلامة الأوضح للخلاص الذي حققه ربنا يسوع المسيح .
جواب الله على تساؤلات الإنسان البريء المتألم وعلى صراعه ضد الظلم والشر لم يكن خطابا فلسفيا نطريا بل أنه حمل على عاتقه ألم الإنسانية حتى الموت على الصليب . ثم بقيامته أظهر أن الكلمة الأخيرة ليست للشر ولا للموت . بل للحب والحياة . لذلك كان موت يسوع على الخشبة انتصاراً على الخطيئة والشيطان وإظهاراً لمجده.
بارتفاعه على الصليب . يُعيد المسيح إلينا الرجاء ويقودنا الى الآب مسيرتنا هذه ليست سهلة بل تتخللها صعوبات وتجارب . إنها تمرّ بالصليب . لكن الصليب ليس الهدف ولا هو نهاية الطريق . إننا مدعوون غلى الحياة والسعادة . لا إلى الموت . ولكي نصل إلى غاية رجائنا . يكون الصليب الجسر إلى الحياة الأبدية . عندما نتبناه بحب حقيقي على مثال حبّ المسيح : إن حبة الحنطة . إن لم تقع في الأرض وتمت تبقى واحده وإن ماتت تأتي بثمر كثير (يو 12 :24) .
فلنتشجع بالصليب قوة الله ومدعاة افتخارنا ، لكي نواجه الشر والألم والموت بالحب . فنشارك المسيح في عمل الخلاص ونعمل على إيصال بشرى الحياة الى أقاصي الأرض .