يُخبرنا الصليب كم الله يحبنا ويُرينا أيضا كم نحو ذو قيمة لديه . إن مات شخص لأجلك فهذا يعني أنك مهم ، ولكن إن كان هذا الشخص هو الله فهذا يعني أنك مهم جدا ، وكما نحكم على صورة ولوحة ونقيمها بالثمن الذي دُفع فيها هكذا ينبغي أن نقيم انفسنا بالثمن الذي دُفع لأجل خلاصنا فقد كتب القديس أوسابيوس القيصري منذ زمان : إن لم تُصغ لذاك الذي خلقك ، فاسال ذالك الذي فداك كم تُساوي ؟؟ ما الثمن الذي دفعه المسيح لأجلك ؟ تأمل في آلامه ، كم أُسيئت معاملته وسُخر به تفكر في عذاباته وفي إكليل الشوك وفي الصليب ، أنه لكي يفديك ويُخلصك ولكي يشتريك ضحى بحياته ، هذا الذي هو ابن الله الأزلي ، الإله الحقيقي مثل أبيه ، انظر الى عظمة القمر والنجوم ، انظر إلى الأرض وجمالها ، ماذا يكون كل ذلك إذا قُورن بالله ؟ بصعوبة نقول ولا ذرّة من تراب ، فأنت إذا ذو قيمة لا نهائية أكثر من السماء والأرض وكل بهائها . أن معيار قيمتك هو الله الأبدي ذاته ، لأنه اشتراك بدمه الخاص .... أنت ذو قيمة تساوي دم ربنا يسوع .
نسمع في هذه الأيام أن الأنسان يعاني من أزمة ضياع الهوية ، محنة ذاته ، إنه لا يعلم من هو ؟؟؟ من يكون ؟؟ لن يعلم الأنسان من هو الى أن يلتقي بسوع على الصليب . هنا فقط يأتي الإنسان ليتعرف على هويته الحقيقية فيعرف كم هو محبوب لدى الله وأنه يخصه ، أنه ذو قيمة لدى الله ، تماماً مثل دم ابنه الوحيد الأن نحن أولاد الله ، ولم يظهر بعد ماذا سنكون ... لأننا سنكون مثله ( 1يوحنا 3 :2) قال يسوع لتلاميذه لا أعود اسميكم عبيدا .. فقد اسميتكم أحباء ( يوحنا 15 :15) .